Texte : Hichem Boussahela
Idée et Mise en scène : Mokhtar Hocine
Scénographie : Noury Art
Musique : Sadek Democratoz Hammou Hmimou
Chorégraphie : Lahcen Cherif
Aide a la création : Ahmed Kadri
Assistant Djaber Ahmed
Production : 2023 المسرح الجهوي بشار
تراب الجنون
تجربة مسرحية جميلة في فضاء مغاير ألبست سواد الفحم في حشا الأرض الكثير من الشاعرية .. جدران سوداء تلونت بمشاعر الانسان اهاته صراعاته صرخاته اماله أحلامه.. مصابيح على الرأس تضيء المكان وضربات الفؤوس التي خلقت إيقاعا نابضا بالحياة والحركة
تراب الجنون
تجربة أكد صانعوها أن التاريخ معين لا ينضب للإبداع لمن يجيد البحث في ثناياه لانه ببساطة المعاش الإنساني le vécu humain ومهاد للحاضر لا أحداث وتفسيرات وأرقام معلبة تم تحنيطها لاجترارها في كل مناسبة
لطالما اقتنعت ان تاريخ الجزائر أكبر من أن يقدم مختزلا ومجملا في مشاهد لأحداث عامة تتابع كرونولوحيا بصورة نمطية أو ترميز شمولي لساحات المعارك.. بل تشكله شظايا التفاصيل المتوارية خلف كل ركن في الصدور والبيوت في مقاهي المورسميين أو الكافي مور.. .. في المناجم تلك التي شهدت ابشع أشكال القهر والاستغلال
تراب الجنون
مسرحية تاريخية تدور أحداثها داخل منجم الفحم في الصحراء الجزائرية في عهد الاحتلال بين شخصيات تختلف توجهاتها وابعادها الفكرية والنفسية والاجتماعية لكن توحدها احداثيات المكان وقتامته والخطر الذي تدسه شقوقه الندية كما توحدهم الرغبة في الخروج من المأزق الإنساني الذي وضعوا فيه
شعالة بوعلام المانكو أو المانشو مامادو جورجيو وزينو أو زينب الاسم الذي يتأرجح بين الحضور والغياب بينزينب ام بوعلام الغائبة جسدا والحاضرة بكثير من التبجيل القداسة لدى ابنها وبين زينو/زينب ابنة المانكو من علاقة غير شرعية بإحدى محظيات فرنسا والتي تخفي شخصيتها كما تخفي شعرها تحت قبعة أصغر عامل في المنجم
يغدو المنجم أكثر من إطار مكاني للحدث بل طرفا فاعلا وجوهربا في الصراع الذي يبدأ من جدرانه المعتمدة والندية وصوت قطرة الماء كتنبيه عما يحتمل وقوعه وينتهي بانهياره وتوحيد مصير الشخصيات كلها في تراجيديا واحدة
..تجربة جديدة و عرض شيق ينفتح على العديد من التاويلات يستحق فعلا المشاهدة
تعليقات
إرسال تعليق